روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مكروهات ذكورية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مكروهات ذكورية


  مكروهات ذكورية
     عدد مرات المشاهدة: 4157        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإن الله جميل يحب الجمال ويحب من المرء أن يظهر أحسن ما عنده من كلام جميل وإبتسامة لطيفة وثياب نظيفة وتصرفات جميلة، لذلك كان حري بنا أن نتجنب بعض الصفات التي تخرجنا عن هذا الجمال المطلوب ومنها ما يلي:

1- يكره للرجل البائع أن يحملق بالمرأة التي وقفت عند دكانه تريد شراء حاجاتها بشكل صارخ وفاضح بحيث يحرجها، ويعرض نفسه للفتن ويخالف أمر الله عز وجل بالنهي عن غضّ البصر {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30].

2- يُستحب للرجل إذا أراد أن يُعيد مالاً لامرأة أن يضع المال على الطاولة حتى لا تلمس يده يدها، ويكره أن يناولها المال أو الحاجات بشكل مباشر.

3- يكره للرجل أن يطيل شعره أكثر من اللازم حتى يبدو وكأنّه شعر فتاة، كما يكره للرجل أن يخرج دون أن يُرجّل شعره ويسرّحه، فإن لم يستطع أن يفعل ذلك كلّ يوم فأمامه أحد حلين إمّا أن يحلقه، أو أن يضع على رأسه غطاء -طاقية- فإنها تخفي عيوب عدم التسريح، فعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَد تَفَرَّقَ شَعرُهُ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ» وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَليِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغسِلُ بِهِ ثَوبَهُ» أبوداود 3540.

4- يكره للرجل أن يخرج من بيته ولم يصلح ثوبه ولا حذاءه وكأنّه قادم من مكان بعيد، وهذا التجمل من الأمور التي يحبها الله سبحانه وتعالى فعَن ابنِ مَسعُودٍ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُل الجَنَّةَ مَن كَانَ فِي قَلبِهِ مِثقَالُ ذَرَّةٍ مِن كِبرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَن يَكُونَ ثَوبهُ حَسَنًا وَنَعلُهُ حَسَنَةً قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» مسلم 131.

5- يكره للرجل أن يتكلم عن صفات زوجته التي لا يحبّها منها أمام الناس، وذلك داخل تحت عموم قوله تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة:187].

6- يكره للرجل أن يعيب طعام زوجته وخاصة أمام أهله، فإنّ هناك حساسية مفرطة بين الطرفين كما أنّه بذلك يخالف سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِن اشتَهَاهُ أَكَلَهُ وإِلَّا تَركَهُ» متفق عليه.

قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن بطّال: هذا من حُسن الأدب، لأنّ المرء قد لا يشتهي الشيء ويشتهيه غيُره، وكلُّ مأذون في أكله من قبل الشرع ليس فيه عيب -فتح الباري شرح البخاري.

7- يكره للرجل أن يتثاءب تثاؤباً مزعجاً، فيصدر أصواتا غريبة ويتمطى مشعراً من حوله بالكلالة والملالة والسآمة، وبذلك ورد النهي فعَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «التَّثَاؤُبُ مِن الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكظِمْ مَا إستَطَاعَ» متفق عليه.

قال النوويّ رحمه الله تعالى: في البخاريّ أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله تعالى يحب العطاس ويكره التثاؤب» قالوا: لأنّ العطاس يدلّ على النشاط وخفّة البدن، والتثاؤب بخلافه، لأنّه يكون غالباً مع ثقل البدن وإمتلائه، وإسترخائه وميله إلى الكسل، وإضافته إلى الشيطان لأنّه الذي يدعو إلى الشهوات، والمراد التحذير من السبب الذي يتولّد منه ذلك، وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل، وأما الكظم فهو الإمساك.

قال العلماء: أمر بكظم التثاوب وردّه ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته، ودخوله فمه، وضحكه منه -النووي على سرح مسلم.

8- يكره للرجل أن يباعد بين فترات الإستحمام بحيث تظهر له رائحة كريهة ينفر منها القريب والبعيد، فلا بد في أيام التعرّق الشديد أن يقارب بين هذه الفترات ما إستطاع، حتى يزيل هذه الرائحة فإنّ للرائحة الطيبة أثراً عظيماً في نفوس الناس.

9- يكره للرجل أن يهمل أسنانه ونظافة فمه بحيث يصدر منها رائحة كريهة تزعج الجالسين حوله، ولذلك جاء إهتمام الإسلام بالسواك والتشديد عليه عن أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكثَرتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ» البخاري839.

10- يكره للرجل أن يطيل شاربه إطالة زائدة وكأنها الشلال المتدلّي على فمه فعَن زَيدِ بنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن لَم يَأخُذْ مِن شَارِبهِ فَليسَ مِنَّا» الترمذي2685.

11- يكره للرجل أن يتصابى بعدما تقدمت به السن فينتف شيب رأسه أو لحيته، فعَن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ عبد الله بن عمر بن العاص أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن نَتْفِ الشَّيْبِ وقَالَ: «إِنَّهُ نورُ المُسلِمِ» الترمذي2746.

فإن كان لابد من ذلك فليغير الشيب بالحناء أو غيرها، وليتجنّب السواد فعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَومَ فَتحِ مَكَّةَ وَرَأسُهُ وَلِحْيتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «غيِّرُوا هذَا بِشَيءٍ وَإجتَنِبُوا السَّوَادَ» مسلم3925، الثغامة: نبات أبيض الزهر والثمر.

12- يكره للرجل أن يكون مذياعاً، عمله الوحيد نقل الأخبار والأقوال بين الناس، فعَن أَبِي هُريرَةَ قَالَ: قالَ رَسُولُ اللّهِ: «كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبا أَن يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» مسلم باب النهي عن الحديث بكل ما سمع.

13- يكره للرجل أن يكون ظنوناً، يظنّ ظنّ السوء بمن معه، ويحمل كلّ حديث على غير ظاهره، وهو بذلك يحرق أعصابه ويجهد فكره في التأويلات المختلفة ويسيء العلاقة بينه وبين إخوانه بسبب أمور ظنّية وتأويلات باطلة، فعن أَبي هُرَيرَةَ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا وَلَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ» متفق عليه.

قال ابن حجر في الفتح: قال القرطبي: المراد بالظنّ هنا التهمة التي لا سبب لها، كمن يتهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها، ولذلك عطف عليه قوله «ولا تجسَّسوا» وذلك أنّ الشخص يقع له خاطر التهمة، فيريد أن يتحقّق فيتجسس ويبحث ويستمع، فنهى عن ذلك، وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً} [الحجرات:12].

فدلّ سياق الآية على الأمر بصون عرض المسلم غاية الصيانة لتقدّم النهي عن الخوض فيه بالظنّ، فإن قال: الظانّ أبحث لأتحقّق، قيل له {ولا تجسسّوا} فإن قال: تحققّت من غير تجسس قيل له {ولا يغتب بعضكم بعضاً}.

14- يكره للرجل أن يكون متتّبعاً لعيوب الآخرين ليس له همّ في الدنيا إلاَّ ما فعله فلان وما قاله فلان قال في الفتح: قوله: «ولا تحسسوا ولا تجسسوا» والأصل تتحسسوا، قال الخطابي معناه لا تبحثوا عن عيوب الناس ولا تتبعوها، قال الله تعالى حاكياً عن يعقوب عليه السلام: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف:87]، وأصل هذه الكلمة التي بالمهملة من الحاسة إحدى الحواسّ الخمس، وبالجيم من الجس بمعنى اختيار الشيء باليد وهي إحدى الحواس، فتكون التي بالحاء أعمّ، وقيل بالجيم البحث عن عوراتهم وبالحاء إستماع حديث القوم، وقيل بالجيم البحث عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشرّ، وبالحاء البحث عما يدرك بحاسة العين والأذن ورجح هذا القرطبي، وقيل بالجيم تتبع الشخص لأجل غيره وبالحاء تتّبعه لنفسه -فتح الباري شرح البخاري.

15- يكره أن يكون الرجل بطّالاً ولو كان صاحب مال لأنّ الله يكره العبد البطّال ولأنّ ذلك يفسد عليه حياته وحياة أسرته: إنّ الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أية مفسدة.

16- يكره للرجل أن يكون فاجراً في خصامه يستخدم أعلى نبرات صوته وأشد ما فيه من بطش وغلظة إذا إختلف مع أحد من إخوانه فذلك من صفات المنافقين: إذا خاصمت فتوقّر وتحفّظ من جهلك وتجنّب عجلتك وتفكر في حجّتك، ولا تكثر الإشارة بيدك وإذا هدأ غيظك فتكلم -إحياء علوم الدين ص284/2.

17- يكره للرجل أن يعلو على إخوانه إذا قربّه سلطان، أو إرتفع مراتب في الدولة، ويمر من قرب أصدقائه فلا يتعرف عليهم أو يأنف أن يلّبي دعوتهم لمجرد أنه في مكانة أعلى وأفضل فعَن أَبِي هُرَيرةَ عَن رَسُولِ اللّهِ قَالَ: «مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللّهُ» مسلم كتاب البر والصلة باب استحباب العفو.

18- يكره أن يتخذ الرجل المزاح حرفة وديدناً حتى يكاد لا يعرف إلا به، كما يكره أن يكون مزاح الرجل ثقيلاً يزعج به الآخرين، وربّما أنفق بعض الأموال وأتلف بعض الأشياء التي لها قيمة مادية ليمزح مع إخوانه مزحاً يزعجهم، وقد كان صلّى الله عليه وسلّم يداعب صحابتهم ويمازحه ولكنّه لا يقول إلا حقاً كما أنّ الفقهاء إعتبروا كثرة المزاح من خوارم المروءة.

قال في الفتح: وقد أخرج الترمذي وحسنّه من حديث أبي هريرة قال: قالوا يا رسول الله إنّك تداعبنا، قال: «إني لا أقول إلا حقاً» وأخرج من حديث ابن عباس رفعه «لا تمار أخاك وتمازحه» الحديث، والجمع بينهما أن المنهي عنه ما فيه إفراط أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله والتفكر في مهمّات الدين ويؤول كثيراً إلى قسوة القلب والإيذاء والحقد وسقوط المهابة والوقار، والذي يسلم من ذلك هو المباح، فإن صادف مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحبّ، قال الغزالي: من الغلط أن يتخذ المزاح حرفة -فتح الباري كتاب الأدب باب الانبساط إلى الناس.

فإياك أن تمازح لبيباً أو غير لبيب، فإنّ اللبيب يحقد عليك، والسفيه يجترئ عليك، لأنّ المزاح يخرق الهيبة، ويسقط ماء الوجه ويذهب بحلاوة الود، ويشين فقه الفقيه ويجرئ السفيه -إحياء علوم الدين ص285/2.

الكاتب: م. عبد اللطيف البريجاوي.

المصدر: كتاب ذوقيات إسلامية.